Tuesday, June 27, 2023

زجزاج (مقال ساخر)

 



وتضحكون  وتضحك الأقدار  .يال  سخرية  الأقدار  عندما تحاول  فهم  وتبسيط  أتفه  الأمور فتجدها معقدةعصيّة الفهم والإدراك رغم سهولتها وبساطتها ! اليس كذلك عزيزي القارئ ؟  ألم  تحاول في كثير  من الأحيان فك شفرات  أمور غامضة وملتوية تغوص  أمام  ناظريك  ويغرق  في بحورها  تفكيرك ويموج  بداخل لج  بحرها العميق  حتي تتعدّى منطقة الدوّامات  فتغرق  أفكارك  لافظة آخر أنفاسها  معلنة  وفاتها  وأنها لاقت حتفها  على يد أمور معقدة  رغم  بسطاتها !!! أرأيت عزيزي  القارئ  كم  أنك  أنت  تفكيرك  محدود  وفهمك  للأمور ركيك وشبه معدوم , سيبك  من  إن معظم  الناس  في  شعوبنا  الجميلة  المثقفة  وثقافتنا  العربية الأجنبية يعني ( بالبلدي  العرجنبية !!! كلهم  يصعب عليهم  فهم كلمات ومعاني كثيرة في أهم  أمورهم  المقدّسة  وعقائدهم المكدّسة فوق  رؤوسهم .وليس مامن مشكلة إطلاقا  ان تتفاجأ وتستعجب  وأنت تسأل نفسك كيف أن هذه  المقدّسات والتي هي للعالم  أجمع من المفترض أنها لابد أن تكون  سهلة الفهم  واضحة اللغة  والتفسير.؟؟!! ولاداعي أبدا  أن تسأل  نفسك وأنت  تتعجّب كيف  أن  العرب أنفسهم  لايفهمون  لغتهم  المقدسة  أو على الأقل  الكثيرمنها.؟؟!!فكيف  بالغرب او  أي  جنس  بشري   غيرعربي ؟؟؟!!!! وهنا  يأتي  دورالترجمات والشرح  والتفسير والتعديلات  فنرى  المفسّر الجليل  يطل  علينا  بطلعته  البهيّة وكلماتة الجهنميّة التي هي  بالحنان والحنين  مطليّة  ومطهيّة !!! ليشرح  ويبين  لنا ماصعب علينا فهمه  وتفسيره   وليسهّل علينا  مهمة  أداؤه  ويشرح  لنا ويعلّل  مايصعب علينا  تعليله .  لكن  هذا في حد ذاته يجعل السؤال  يطرح نفسه بنفسه  ,  هل نحن  وغيرنا  فعلا  قد فهمنا ؟!  وإذا كنّا  بالفعل فهمنا فلماذا لازلنا نسأل  ونستوضح  ؟!!  هل نحن  أغبياء الى هذا الحد ؟  وهل فاق غباؤنا كل حد ؟!  لابد  أن الأمر كذلك  وليس له تفسير غير ذلك ! فالمفسرون  والعلماء الأجلاّء بذلوا ويبذلون  قصارى  جهدهم وجهودهم   ليوضّحون لنا  كل مايتعلق بأمور حياتنا  اليوميّة حتّى  نمارسها  بشكل صحيح  وسليم  ومقبول  غير  منحرف أو  لاسمح  الله يقودنا  لطريق  غير مستقيم  يبعدنا  عن  الإتّجاه  القويم  والصراط  المستقيم .  لكن  العجيب  انهم هم  أنفسهم  على أنفسهم  منقسمين  !  وعلى  الإتّفاق غير متّفقين !  وإذا نظرنا حولنا  سنجد أن لكل فريق من  العلماء والمفسرين  أراء تختلف عن باقي من هم  مثلهم  من الآخرين , وكل فريق من الفرق  لأرائهم  متحيّزيين  وعليها  مصرّين  وفي النهاية أصبحنا نحن  فقط  المتحيّرين ! لكنهم  ورغم كل ذلك  نجدهم  دائما  وأبدا على ذلك الأمر هم غير نادمين . ولماذا الندم ؟وعلى  ماذا ؟  (  العتب  على النظر  لكن  همّا مش غلطانين ,  إحنا اللي  دايما غلطانين  لإنّنا  دايما مصدّقين وبتفسيراتهم  المتباينه  والمتنافرة مع بعضها  مؤمنين .ودا طبعا لإنهم  مش كدّابين ولامزوّرين )  (لكن  إنتم  مش برضه معايا ملاحظين  إن الّلي  دايما بيحاول يفكّر ويشغّل عقله دايما بيبقا في حيص بيص ودايما بيقولوا على كلامه  إنّه تهجيص  في تهجيص !  (يبدوا لي ياجماعة الخير إن العقل ده  ماهو إلا عبارة عن داء لعين وطبعا الفقهاء والمفسرين  على مصلحتنا  دايما خايفين , ولذلك  هم حريصين  دائما على راحتنا وإبعادنا  عن هذا المجهود  العقلي الجبّار والذي  هو لاسمح الله قد  يقودنا  للخطأ بدلا  من الصواب ويرمينا  والعياذ  بالله  في النار ,وبالتالي لايجوز لنا أبدا المخاطرة والمغامرة بالأقدار .وإذا فعلنا ذلك سنكون كمن  يخالف الطبيعة ويسير عكس التيّار! وبناء عليه  لابد  أن  يسلم كل  فرد منّا  عقله  ليستقبل  في إسترخاء وهدوء وكسل لذيذ  كل مايلقى عليه  وعلى عقله من شروحات وتفصيلات وتوضيحات لكل المعاني  المقدّسة والأفكار , وإذا لم يستطع أن يعقلها او يدركها ويفهمها بعد  كل هذا فهو  المسؤول عن غبائه لأن عقله  عقل حمار! , وتضحكون وتضحك  منكم  الأقدار . فإذا ماكان  المبصر لوحده  وسط  العميان جميعهم بكل تأكيد ( لأن  جميعهم مثل بعضهم عميان  وهو الوحيد  المبصر بين كل هؤلاء العميان إذن مباشرة وبدون تفكير(حايكون هوّ أكيد الغلطان  معقول  يعني يكون هوّ الوحيد  اللي  صح  وسط   جميع العميان ,. لكن مكمن الخطر يأتي  عندما تنتشر العدوى وينتقل الفيروس اللعين  من (  أخينا  المبصر ويتحول الباقون فجأة   لمبصرين ! لابد فورا  من القضاءعلى هذا الميكروب  الخطير ومنعه  من  الإنتشار,  أو مثلا لو  كان  واحد  فقط  يمشي على قدميه والباقي  والكل يمشون على رؤوسهم ! هل سيكون  وضعهم   على هذه الصورة مقلوب ؟!  بالعكس تماما فهو الوحيد  الشاذ بينهم  وهو المخالف, لكنّهم  مع بعضهم يشكّلون  قوة  متشابكة  ومتشابهه لأن الكل  في واحد  بمعنى القطيع  يعني ( ماهو مش  أي واحد  ييجي لوحده  كده يتكلّم , هي مش فوضى  يامعلّم ) و  لو  تجرّأت وركبتك  الوقاحة عزيزي القارئ  وقرّرت أن  تفعل مثل هذا الشاب الأحمق الذي خالف  الجماعة  وخرج  من  أحضانها  الدافئة وخالف النظام  وإعترض على كل الشروحات والتفسيرات التي فصّلت ووضحّت أمامه أيّما توضيح وأيما تفسير  لكنه  غبي فقرّر بعد  أن  ركبه  الحمق  والغباء وإستحمر وإتبع  العقل  الذي هو أكبر  داء وخالف النظام ومشى  الى  الأمام !!!! تصوّروا الى الأمام !!! مع أن الكل في قريته  كان  يمشي سعيدا هانئا  للوراء او للخلف .والكل يمارسون جميع أمور حياتهم  وكل طقوسهم  وهم يمشون  للوراء بظهورهم !!!  دون  اي تعب او مشقّة أو عناء, بل بالعكس كانوا يشعرون  براحة وإسترخاء وهناء , ولما  لا ؟, فالسير للأمام  صعب ومهلك  وليس سهلا ومريح  وسلسا كالسير للخلف والوراء , والنزول  أسهل من  الصعود .والإستسلام أهون وأكثر راحة وأمان من الصمود ! فلا تكن  ياعزيزي  مثل هذا الشاب  الذي رفض كل  ماهو مجرّب ومختبر وواضح جلي وخالف المعروف  والمعهود . (  وقال إيه  عاوز  يشغّل عقله ومش عاجبه الحال وكمان بيفكّر!!!, وبعد كل الشرح  المفصّل ولكل التوضيح والتفسير برضه  لسّة بينكر وبكل جحود بيتنكّر! ) ( أمّا صحيح عجايب !!!!!!!)  لذلك  نصيحتي  لك عزيزي القارئ أن  تبتعد  عن طريق التفكير لأنه طريق الهلاك وحتّى لاتعرّض نفسك  للمهالك إتّبع طريق  العلماء والمفسرين وتوضيحهم الواضح لأن ذلك هو الطريق الواضح  السالك ) ولاتتعب نفسك  بكل هذه  المهلكات والمهالك لأنّك في النهاية  ستكون لامحاله هالك .( وإدّي العيش لخبّازه) ( وتأكّد إن كل إللي عملوا زي مابقوّلك كده  فازو) ولكي  أثبت لك  ياعزيزي وأبرهن لك على صحة ما أقوله  هاهو الدليل . إنظر معي لتلك القماشة العريضة الواسعة ولتلك الأوجه  العديدة المشرقه والنّاصعة لكل معنى أو تفسير او حكم  او تشريع  في كل عقيدة أو دين  تجد تفسيره  متنوّع واضح  ومتين . يالهم  من مفسّرين  أذكياء رائعين .يرضون كل الأذواق (وعلى كل لون يابتسطه)  إنهم  يراعون  تفكيرك  ويقدّرون حيرتك ومعاناتك في البحث عن إجابات وشروحات لكل وأي غموض وتناقض في كل ما أتى وأيضا كل ماهو آت !أرأيت كيف يراعون إحساسك  ومشاعرك , أرأيت كم  هم  حريصون  على إرضائك ورضاك ويريدون إبعادك عن  طريق  الهلاك ! فقد تجد  الشئ وعكسه في المعنى الواحد والحكم  الواحد والتشريع الواحد .يرضون كل العقول وكل الأذواق .حلول  ترضي  جميع الأطراف . ولأزيدك  من الشعر بيت في كل يوم يظهر لنا  مجدّد ينادي  بالتطوير والتجديد وهو  عن نفس  الفكر والأسلوب غير بعيد .فيظهرلنا  بكل وقاروحكمة وذكاء على القنوات او حتّى في الفضاء ,  ثمّ يطرب مسامعنا  بكل مالذ وطاب من  الجديد والتجديد حتي يكون الأمر لطيفا وظريفا  وعلى  العقول  سهل  ومحبّب ومفيد .فيفاجئنا  بما لم  يخطر لنا على بال ويخبرنا  انه  سهل  المنال إذا أعملت عقلك  فقط  لدقائق  ستحصل على الفهم  المراد  وهذا  من  الأساس هو هدف  رب العباد . تماما  كموج  البحر يتموّج  وينثني  وينحني  معك  التفسير في أي  وضع وفي أي إتّجاه ومتى ما إستدعى الأمر سيكون التفسير حاضرا وجاهزا  ليتشكّل ويتموّج  معك كما تريد  إذا ما إستدعى الأمر ذلك وأثبت العلم  أقواله  المدعمة بتجاربه وأفعاله . فتأكّد أنّك في الحال ستجد  أمامك  التفسير حاضرا وجاهزا كاالمطّاط يتمدّد  في  الإتّجاه المطلوب بكل سهولة ويسر .فالأبيض  يمكنك أن تراه أسود  والعكس بالعكس .هابط صاعد  وصاعد هابط . إلا  ترى معي  عزيزي القارئ  أن هذا الحدب والتعرّج  إنّما هو  تماما  كالمطبّات الصناعية , إنّها تحمي دائما  السيّارات من  الحوادث والإصطدام  ببعضها . ألم  تفهم  بعد  الحكمة ياعزيزي؟ إن  هذا  التعرّج  لصالحك ولايستهدف إلاّ مصالحك .وكما يقولون  إن  الإختلاف رحمة .ومن قال غير ذلك ؟ هل قال  أحد لاسمح  الله أنه حيرة أو تشتّت . أو كذب مثلا ! أو محاولة  لترقيع او تزييف الحقائق مثلا  مثلا  من أجل مصلحة ما ؟ أو ربما هو محاولة للخروج  من مأزق  محرج مثلا ؟أو شكل من  أشكال الإستدلال  الدائري أو أنه  إنتقاء  للكرز , أو  ربما يكون  محاولة  لصنع  رجل  قش مثلا , أبدا ومطلقا , من قال هذا الهراء ,لابد أن كل من قال ذلك يعاني من الحمق والغباء .وتذكّر دائما ياعزيزي أن المقدّسات فوق الجميع , وأنهادائما وأبدا تسمو في عليائها ولايمكن بأي حال من الأحوال أو شكلا من  الأشكال ان  تكون في يوم ما خاطئة  أو  كاذبة , وذلك لأنها تتشكّل  وتتموّج وتتبدّل  من  فريق لفريق حسب  الطلب وحسب المصلحة والحاجة , تراها من كل  جانب ومن كل  زاوية كما يقتضي الأمر  وكما يجب أن  تكون   أو   كما تحب أن  تكون  . المهم  ان  تظل   المقدّسات  الرّوحانية في علياء   فضائها أو عفوا (سمائها ) محلّقة  فوق  رؤوس  الجميع  .  ولنعتبر هذا المدعو   الحقير(عقل إبن تفكير, فلتعتبرهذا  العقل ياعزيزي القارئ  في حكم الزائدة الدوديّة! ولاداعي لإستخدامه إذ يمكن  الإستغناء عنه تماما كالزائدة في جسدك إذا  إستأصلتها  ستعيش عادي وبشكل طبيعي جدا ولهذا السبب  تسمّى (زائدة)  فليكن  عقلك  عضو زائد وإعتبره مستأصل  و(كبّردماغك ياباشا وعيش باشا  ,  دا حتّى بيقولوا الجهل  نعمة والمعرفة نقمة !. ولتبقى دائما  المقدّسات الروحانيّة فوق الجميع , ولكن هنا يطرح سؤال آخر نفسه ( هيّ فوقهم   بتعمل  إيه  ؟؟!!  ولماذا  لاتتواضع  وتنزل  هذه  المقدسات من سماء عليائها  الى عقولنا المتواضعة  ؟! لكن ماعلينا , فليس هذا  الموضوع التّافه موضوعنا  , فنحن بصدد ماهو  أهم . فلابد   لك  ياعزيزي أن  تعقل وتدرك ماهو  أهم  وأعمق وأكبر من ذلك بكثير. إنّها  مصلحتك ,وتذكّر داما أنّ  هذا التعرّج والغموض  يحميك  ياعزيزي كما قلت لك من الإصتدام والتصادم  في حادث مروّع مع عقلك الغبي  المسكين  الذي  هو على الفهم  عصي ولعين والذّي حتما سيتوفّى  الحال لأن  الفهم أصبح  لديه أمر محال  بالرغم كل هذا  الوضوح  وكل هذة التفسيرات والشروح !!! ولا أراكم  الله  مكروها في عزيز  عليكم  في مثل هذا الحادث والمصاب الأليم الذي دفن  عقل صاحبه  في  مقبرة عذاب التفكيروالجحيم . والبقية في حياتكم ( ويجعله آخر الأحزان ).

 

بقلم  /  منال خليل

 

No comments:

Post a Comment

Zigzag (satirical article)

  And you laugh and fates laugh. What irony fates are when they try to simplify and simplify the trivial things and laugh at them that are c...